Monday, 5 September 2016

Syarahan Kepentingan Ilmu

سم الله الرحمن الرحيم
إِنّ الْحَمْدَ ِللهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ.

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلىَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلىَ آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. أَمَّا بَعْدُ.

رَئِيْسَ الْجِلْسَةِ الْمُحْتَرَمْ، أَصْدِقَائِيْ وَصَدِيْقَاتِي الْأَعِزَّاءِ، سِيَادَةَ الضُّيُوْفِ الْكِرَامِ،

أُحَيِّيْكُمْ بِتَحِيَّةِ اْلإِسْلَامِ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَقِفُ أَمَامَكُمْ هَهُنَا، لِأُلْقِيَ الْمُحَاضَرَةَ الْقَصِيْرَةَ، حَوْلَ مَوْضُوْعِ : أَهَمـّــِيَّةُ الْعِلْمِ وَفَضْلُهُ.

إِخْوَتِي الْأَحِبَّة،
إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُوْلُ فِي كِتَـابِهِ الْكَرِيْمِ، مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِ الْعَالِمِ وَأَهَمِّيَّةِ الْعِلْمِ،

أَعُوْذُ باِللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِيْنَ اَمَنُوْا مِنْكُمْ، وَاَّلذِيْنَ اُوْتُوا الْعِـلْمَ دَرَجَـاتٍ )

فَالْمُؤْمِنُ، وَإِنْ كَانَ مَرْفُوْعَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللهِ بِسَبَبِ اْلِإيْمَانِ، إِلاَّ أَنَّ الْمُؤْمِنَ الْعَالِمَ أَعْلَى دَرَجَةً وَأَعْظَمُ قَدْرًا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الْعَامِّي، بِسَبَبِ الْعِلْمِ وَالْإِيْمَانِ. فَالْعِلْمُ فِي الْإِسْلَامِ لَهُ شَأْنٌ عَظِيْمٌ، وَقَدْرٌ جَلِيْلٌ. مَنْ أَخَذَهُ بِجِدٍّ، أَخَذَهُ بِحَظٍّ وَافِرٍ.  

أَيُّهَـا الإِخْوَةُ الأَعِـزَّاءُ : إِنَّ طَلَبَ العِـلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَيْنَا جَمِيْعًا بِلاَ اسْتِثْنَاءٍ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءْ، وَبَيْنِ الْكَبِيْرِ وَالصَّغِيْر، وَبَيْنَ الْفَارِغِ وَالْمَشْغُولْ،  وَقَدْ نَبَّهَنَا عَلىَ هَذَا، رسولُ الله صـلى الله عليه وسـلَم  قَائِلاً:
( طَلَبُ العِلْمِ فَـرِيْضَةٌ عَلَى كُـلِّ مُسْلِمٍ )

فَعَلىَ الْإِنْسَانِ أَنْ يَبْحَثَ فُرْصَةً مُنَاسِبَةً، لاِسْتِزَادَةِ الْعِلْمِ، مَهْمَا كَانَ شُغْلُهُ.

أَيُّهَـا الإِخْوَةُ الْأَكَارِمِ ، لَقَدْ حَثَّ لَنَا اْلِإسْلَامُ عَلىَ طَلَبِ الْعِلْمِ، وَيُفَضِّلُ الْعَالِمَ على سَائِرِ النَّاسِ كَمَا قَالَ الرَّسُوْلُ صَـلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَـلَّمَ :
( فَضْلُ العَـالِمِ عَلَى العَـابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلىَ سَائِرِ الكَوَاكِبِ )

وَلَكِنْ أَيُّهَا السَّادَةْ، لاَ بُدَّ أَنْ نَعْرِفَ، أَنَّ الْوَقْتَ الْمُنَاسِبَ لِبَدْءِ طَلَبِ الْعِلْمِ بِـجِدٍّ، هُوَ عِنْدَمَا كَانَ الْإِنْسَانُ فِي مَرْحَلَةِ الطُّفُوْلَةِ. ذَلِكَ لِأَنَّ الْحُكَمَاءَ يَقُوْلُوْنَ :
( اَلْعِلْمُ فِي الصِّغَرِ ،كَالنَّقْشِ عَلَى الْحَجَرِ )

فَسِنُّ الطُّفُوْلَةِ هُوَ سِنٌّ يَسْهُلُ فِيْهِ حِفْظُ الدُّرُوْسِ، وَنَقْشُ الْمَعْلُوْمَاتِ الأْسَاسَيَّةِ فِي الذَّاكِرَةِ، وَغَرْسُ الْأَخْلاَقِ الْمَحْمُوْدَةِ. فَيَنْبَغِيْ لِلْأَباَء ِوَالْأُمَّهَاتِ، أَنْ يَهْتَمُّوْا بِتَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ، وَتَعْوِيْدِهِمْ عَلىَ الْعِلْمِ مُنْذُ الصِّغَرِ وَالطُّفُوْلَةْ، وَهَذاَ لِأَجْلِ ضَمَانِ الْمُسْتَقْبَلِ الْبَاهِرِ لِأَوْلَادِهِمْ.
أَيُّهَـا الْأَصْدِقَاءُ الْأَحِبَّةْ،
فَخُلَاصَةُ الْكَلَامِ، إِنَّ الْعِلْمَ يَرْفَعُ إِنْسَانًا وَإِنْ كَانَ صَغِيْرًا، لِأَنَّ النَّاسَ يَحْتَاجُوْنَ إِلَى الْعَالِمِ، فَيُفِيْدُ النَّاسَ، وَيَسْتَفِيْدُوْنَ مِنْهُ. وَهَذَا مِمَّا يَجْعَلُ الْعَالِمَ عَالِيَ الْقَدْرِ وَالْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسَ وَعِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَأَكْتَفِيْ بـِهـَذاَ الْقَدْرِ. وَسَامِـحُوْنـِيْ عَلىَ الْأَخْطَاءِ وَسَبْقِ اللِّسَانِ. وَالْكَمَالُ كُلُّهُ لِلّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالىَ.

وَأَخْتِمُ قَوْلِيْ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ :
لَوْ كَانَ نُوْرُ الْعِلْمِ يُدْرَكُ بِالْمُنَى         ****          مَا كَانَ يَبْقَى فِي الْبَرِيَّةِ جَاهِلُ
اِجْهَدْ وَلاَ تَكْسَلْ وَلَا تَكُ غَافِلاَ       ****           فَنَدَامَةُ الْعُقْبَى لِمَنْ يَتَكَاسَلُ

وَبِاللهِ الْهِدَايَةُ وَالتَّوْفِيْق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته .